تبحث هذه الدراسة حالة تفاعل المطالب القومية والدينية والاستعمارية الاستيطانية في إطار المشروع الصهيوني، وتكشف عن الدور الأساس الذي قام به هذا التفاعل في التعتيم على الاستعمار الاستيطاني بوصفه إطارًا تحليليًا مناسبًا لدراسة الصراع بين الحركة الصهيونية والفلسطينيين. وتُقدّم ثلاثة طروحات رئيسة: أولًا، إن اعتماد المطالب القومية اليهودية على الادّعاءات الدينية يُستعمل للتعتيم على واقع المشروع الصهيوني في فلسطين بوصفه مشروعًا استيطانيًا. ثانيًا، أن أحد أسباب تغلغل الدين في المجال العام الإسرائيلي واعتمادية التيارات الصهيونية "العلمانية" المتزايدة على الادّعاءات الدينية، هو الحاجة إلى الشرعية في مواجهة المقاومة الفلسطينية المتصاعدة. ثالثًا، في الوقت الذي كان التحول إلى فصل الدين عن الدولة أمرًا ممكنًا في سياقات استعمارية استيطانية أخرى، فإن التحول إلى العلمانية عصيّ في المنظومة الصهيونية، ولا يُمكن أن يحدث إلّا خارجها.