تحاول الدراسة إعادة صياغة مفهوم "الكردية" عبر تتبّع وفحص تصنيف الأكراد لذاتهم بأنهم مركبون من هويتين سياسيتين مختلفتين: واحدة "تقليدية" وأخرى "جديدة". وتجادل بأن هاتين الهويتين يتمثل أصحاب كل واحدة منهما الأخرى. وربما كما أسست كل واحدة منهما ذاتها، فقد بنت تاريخها وسياستها وأُطرها الاجتماعية والثقافية وعلاقاتها الدبلوماسية بطريقة خاصة بها. وتشرح الكيفية التي بُنيت بها هاتان الهويتان اللتان تشكلتا في خطابين متمايزين قائمين على عدة ثنائيات: الأكراد الجيدون مقابل الأكراد السيئين، الأكراد القدماء مقابل الأكراد الجدد، الأكراد الخانعون مقابل الأكراد المقاومين، الأكراد المتعاونون مقابل الأكراد الإرهابيين، الأكراد الشرفاء مقابل الأكراد الخونة. لكن تبيّن الدراسة أن كل هذه الثنائيات ليست إلا عناصر متراكبة من هوية سياسية كردية راهنة تؤدي الصراعات والانقسامات والمنافسات دورًا مهمًا في ديناميكيتها الداخلية.