يتطلب الحديث عن أنثروبولوجيا للصيدلة تجاوز النظرة التقليدية التي تميز بين الأدوية الشعبية والسحرية والأدوية العصرية والاعتيادية، والانتقال إلى دراستها كلها بالنظرة نفسها. إن اعتماد المقاربة البيوغرافية للأشياء يندرج في هذا الإطار، ويساعد على فهم التحولات والتفاعلات المختلفة التي تحكم دواءً ما في سياق زمني واجتماعي معين. من هذا المنظور، تعكف الدراسة على تتبع سيرة حياة دواء الأوريوميسين في المغرب بداية من السياقات التي ظهر فيها مرورًا بإنتاجه المادي، ثم عمليات التسويق والتوزيع وصولًا إلى الاستهلاك. أظهر هذا التتبع أن الدواء لا يستخدم بالطريقة التي يتوقعها الفاعلون المنتجون، بل يخضع لمنطق الهراطقة الصيدليين الذين يجعلون منه دواءً شعبيًا وجزءًا من عمليات علاج جديدة، ليست عصرية كليًا ولا شعبية تمامًا، بل هي بينية.