يتناول هذا البحث التداخل بين الدولة ككيان اجتماعي سياسي حديث والقبيلة ككيان اجتماعي تقليدي، واستمرار حضور البنية القبلية في النظام السياسي الذي لا تزال العلاقات القرابية تقوم فيه بدور بارز في الوظائف السياسية. ويجري تتبّع ذلك عبر مجموعة من المراحل والفترات التي اشتملت على علاقة الدولة بالكيانات الاجتماعية عند تأسيس الدولة بعد الحرب العالمية الأولى، ثم علاقتها بالمكوّن الفلسطيني الذي تأرجح ولاؤه بين الدولة الأردنية ومنظمة التحرير الفلسطينية. كما يتناول البحث دور الدولة في تكريس الهويات التقليدية، وما نجم عنها من تعايش وتداخل بين النظم التقليدية ونظم الدولة الحديثة، كالنظام القضائي والنظام السياسي. وهناك توضيح للآليات التي اتّبعها النظام السياسي لضمان استمراره وبقائه، وهي التي اشتملت على إجراءات ساهمت في التفكيك المجتمعي، مثل قانون الصوت الواحد، وتفتيت الدوائر الانتخابية الى دوائر أصغر، وإقصاء الشباب عن المشاركة الحقيقية، و تعيين الزعماء المحليين ليكونوا ممثّلين للدولة بدلًا من أن يكونوا ممثّلين للشعب، وصناعة النخب السياسية، وتدعيم الواسطة والمحسوبية.