يرتبط بناء الدولة عادة بإقامة مؤسسات كالجيش والشرطة والقضاء والنظام السياسي. وتعتمد هذه الورقة، في دراستها للتجربة الفلسطينية في بناء الدولة، على تحليل بنائي لدراسة استخدام المراقبة كممارسة خطابية Discursive في بناء الدولة. وهي تأخذ بعين الاعتبار جانبين محوريين من جوانب ممارسات المراقبة: إحصاء السكان والرصد المكاني. وتنبني دراسة هذه الممارسات على علاقات القوة غير المتكافئة بين إسرائيل والفلسطينيين، حيث يتجلى الصراع على الأرض والشعب في بناء المواطنة والهويات والحدود الجغرافية. وتبحث الورقة في الدور التاريخي والمعاصر للإحصاء السكاني، في الحالتين الفلسطينية والإسرائيلية، في البناء الاجتماعي للفضاءات وفي تصنيف الناس إلى فئات. وتورد الورقة أمثلة من أول إحصاء سكاني إسرائيلي أجري في سنة 1948 ، ومن متابعات الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين، والصراع على القدس والحدود نتيجة اتفاق أوسلو.