يطرح موريس غوديليه في هذه الدراسة إعادة التفكير في بعض أهم المفاهيم في العلوم الاجتماعية: جماعة، مجتمع، ثقافة وهوية. ومن واقع معيشته في أرض ال "بارويا" (Baruya) في بابوا غينيا الجديدة بين سنتي 1966-1988، يطرح تساؤلًا رئيسيًا «كيف تتكون المجتمعات في التاريخ؟»، و"ما هي طبيعة العلاقات الاجتماعية التي تقوم بحشد المجموعات البشرية لتشكيل مجتمع، أي (كل) ينتج نفسه وينتجهم؟". لاحظ غوديليه أن البارويا لم يكونوا مجتمعًا قائمً على مجموعات قرابة. ولم تكن علاقات القرابة في أي وقت هي قاعدة مجتمعهم. واعتقد بأنه ليس لهذه المجتمعات (على قاعدة القرابة) وجود. إن العلاقات العائلية وعلاقات القرابة هذه لم تصلح، في أي مكان، لأن تكون أساسًا أو قاعدة أساسية لمجتمع على الرغم من أنها تشكل عناصر أساسية للحياة الاجتماعية. وجد غوديليه بأن العلاقات الاجتماعية ليست موجودة فقط بين الأفراد والمجموعات، بل هي موجودة في الوقت نفسه في داخل جميع الأفراد والمجموعات المنخرطة في هذه العلاقات. هذا الجزء من العلاقات الاجتماعية الموجودة داخل الأفراد هو ما أسمّاه "ركيزتهم الفكرية (التصورية) والذاتية" التي لم تتشكل من تصورات فحسب، بل من مبادئ فعل وحظر (المباح والمحرم) أيضًا.