يبقى الهم الأساسي لعالِم الأنثروبولوجيا أن يستجلي "وجهة نظر السكان الأصليين"، وأن يعتمد، بقدر الإمكان، طريقة التفكير التي تعتمدها الأطراف المحلية الفاعلة. تشير الداخلي emic إلى اللاحقة الاصطلاحية التي تشمل الخطاب والتمثّلات الشعبية أو المحلية، في حين تشير اللاحقة etic إلى البيانات الصادرة عن المشاهدات الخارجية أو إلى تأويلات الباحثين. وكان العالِم اللغوي الأميركي كينيث لي بايك Kenneth Lee Pike أول من استفاض في شرح هذا التباين الذي أدخله في ما بعد عالِم الأنثروبولوجيا الأميركي مارفين هاريس هاريس Marvin Harris إلى علم الأنثروبولوجيا (و"نقّحه"). وقد نشأ جدل واسع حينذاك بين من تبنّوا منظور المشاهدة من الخارج (مثل "هاريس") وأولئك الذين تبنّوا "منظور المشاهدة من الداخل" (كالتأويليين)، إلا أن سرعان ما تبدّد الجدل بسبب الإفراط فيه. وتبرز الحاجة اليوم إلى فروق أكثر دقة؛ فعلى سبيل المثال، لا بد من التمييز بين مستويات مختلفة داخل مدونة الكلمات التي تنتهي باللاحقة emic، والبحث في كيفية استجلاء المعاني المحلية بشكل تجريبي.