تتناول هذه الدراسة مساهمة سمير أمين النظرية، بوصفه أحد روّاد مدرسة سُمّيت "مدرسة التبعية"، التي هيمنت لعقودٍ عديدة على فهمنا لعلاقة تخلّف العالم الثالث بالعالم الرأسمالي المتقدّم. ثوّرت مدرسة التبعية فهمنا للعالم الثالث، وأسباب تخلّفه، رابطةً هذا التخلّف بآليات تطوّر الرأسمالية على مستوى العالم كلّه. تمثَّل إرث سمير أمين ومساهمته في تقديمه تحليلًا وتفسيًرا اقتصاديًّا عميقًا للكيفية التي تجعل تقدّم العالم الرأسمالي المتقدّم متلازمًا مع تخلّف العالم الثالث. تركّز هذه الدراسة على مساهمات أمين التأسيسية في مدرسة التبعية، وتنقد قصورها، مفسّرةً تراجع أهميّة المدرسة وأفولها، كما تفكك كذلك مساهمة أمين في الفهم الماركسيّ للتاريخ.