تتبعت الدراسة مسيرة الجيش العراقي خلال عمر الدولة العراقية الحديثة، بوصفه أداةً في إظهار قدرتها على احتكار الإكراه الشرعي، وكيف أدى تدخله إلى إضعاف الدولة، ليتحول من ذراع للسياسة، إلى صانع لها، فمهيمن عليها، ثم ضحية لها، لتنهار صورة الدولة مع انهياره التدريجي، ممهدًا الطريق لانبثاق بنى ما قبل الدولة، لتؤدي وظيفة الحماية وتنظيم الفضاء العام. وفي السياق التاريخي المتوتر الذي شهده العراق، اصطبغت تلك البنى بالطائفة والعرق، وقاد التوتر الذي هيمن على ذاكرة المجتمع العراقي إلى تطوّر هذه البنى إلى مرحلة أوجدت فيها قواعدها الخاصة، بمعزل حتى عن القواعد التنظيمية التي حكمت الجماعات العراقية لوقت طويل.