يناقش هذا البحث إشكالية المنهج التجريبي بين العلوم الإنسانية والعلوم الطبيعية التي تهتمّ بدراسة الإنسان. وقد انطلقنا من فرضية مفادها أن اختلاف التخصصات واختلاف التقنيات التجريبية قد يفضيان إلى نتائج متشابهة عند الاشتغال بالبراديغم نفسه. ومثّلنا لذلك بعلم النفس المعرفي والعلوم العصبية المعرفية عند دراستهما موضوعًا دقيقًا مثل الكفاءات المبكرة لدى الرضيع. وإذا كان لهذا البحث هدف منهجي وآخر إبستيمي، فإن معالجته اقتضت رصد نشأة البراديغم المعرفي، وتحديد المفاهيم المؤسسة له، ورصد خصوصيات التجريب بالنسبة إلى كل علم، وتدعيم ذلك بنماذج توضيحية. وتوصلنا إلى أن الاشتغال بالبراديغم نفسه يفضي إلى نتائج متشابهة حد التماثل، وإن اختلفت التخصصات العلمية والتقنيات التجريبية.