أدّت الحوادث التي عاشتها سورية منذ مطلع عام 2011، إلى تغيّرات جوهرية في التركيب الديموغرافي للسكّان وأثّرت في البنية المجتمعية التي ينبني هذا التركيب الديموغرافي في إطارها. هذه الدراسة هي محاولة لمقاربة بعضٍ من هذه التغيّرات من خلال مثال يتناول بالتحليل تحوّلات ظاهرتَي المولودية والوفيات في اللاذقية، وهي إحدى المحافظات السورية التي بقيت في حالة استقرار نسبي، ومن ثمّ، استقبلت موجات نزوح عديدة خلال سنوات الأزمة السورية. تستند الدراسة منهجيًّا إلى منظور تحليل كمّي يتناول إحصائيًّا الواقع الديموغرافي وما طرأ عليه من تحوّلات مقارنةً بالعقد السابق للأزمة، وإلى منظور تحليل كيفي يتتبّع المواقف الأسرية اليوم تجاه المسألة الإنجابية في ضوء التجربة المعيشة للأسر المستقرة والنازحة على حدٍّ سواء.