تهدف هذه الدراسة إلى توصيف وفحص العلاقة المعقّدة التي نشأت بين المجتمع المدني والحركات الاجتماعية البيئية التي تشكّلت دفاعًا عن بيئة سليمة، والمطالِبة بغلق أهم مصنع للأسمدة والمواد الكمياوية وأكبر ملوّث في مدينة صفاقس. وتشرح الدراسة كيف تعثّر النضال البيئي في مناخ سياسي استبدادي، وكيف تطور بعد ثورة 2010-2011 في سياق تحوّل ديمقراطي. وخلُصَت الدراسة إلى ثلاث نتائج: أولًا، إن الوعي الجماعي بأهمية البيئة السليمة، بوصفه شرطًا أساسيًا للحياة المدينية لا ينشأ تلقائيًا، بل يحتاج إلى مجتمع مدني منتج له. ثانيًا، إن منظمات المجتمع المدني، كالنقابة وغيرها، يمكن أن تتعامل مع بعض القضايا العامة من منظور مهني منفعي صرف، يُعطّل أهدافًا أشمل. ثالثًا، إن إعادة صياغة العلاقة التوصيفية والتحليلية بين مفهومي المجتمع المدني والحركات الاجتماعية مفيدة في دراسة مثل هذه القضايا.