مثّلت ظاهرة الهجرة تاريخيًّا إحدى الرافعات التي بَنت عليها الدول استراتيجياتها التنموية وسياساتها النقدية والمالية. وفي هذا الإطار البحثي، تتقفى الدراسة الأثر التنموي للتحويلات المالية والرساميل الاجتماعية التي يأتي بها المهاجرون العائدون معهم إلى مجتمع المنشأ في المجالات الحضرية، مفترضين أنّ للهجرة دينامية تنموية وحضرية تجعل من المهاجرين فواعل تنموية في مجتمعاتهم المحليّة. ومن أجل ذلك، تتبّع الدراسة القطاعات والمجالات الأشدّ امتصاصًا لعوائد المهاجرين المالية، بتفكيك الخلفية السوسيولوجية لفعلهم التنموي، وهو فعلٌ ارتبط بمعايير وسياقات اجتماعية مختلفة، كان لها أثرٌ بيّنٌ في الفاعلية التنموية لسلوكهم الاستثماري.