تهدف هذه الدراسة إلى البحث في الثبات الظاهري لبعض الممارسات الموروثة في المجتمع العماني، تلك التي حافظت على حضورها بالرغم من مظاهر التغير الاجتماعي والثقافي الذي شهدته أنظمة المجتمع وأبنيته. وقد اتخذت الدراسة مثالًا لذلك عادة التبخير اليومي والاحتفالي الفردي والجماعي باللبان العماني. وقد اعتمدنا في بحثنا على الملاحظة الميدانية، وعلى عشرات المقابلات العفوية، وعلى مجموعة أخرى من المقابلات الموجهة مع العمانيين والعمانيات. اتصلت الدراسة بمجال جغرافي - اجتماعي محدود شمل ولايات شمال الباطنة، واستهدف الأهمية الكبيرة التي يوليها المجتمع العماني لهذا البخور، وبحثت في استخداماتهم المختلفة له، وتصوراتهم الاجتماعية والثقافية والدينية التي توجه ممارساتهم اليومية والاحتفالية بهذه المادة الطبيعية، التي كانت تجارتها - إلى جانب العود والصندل والعنبر وكثير من المواد الأخرى - أساس علاقات المدن الساحلية العمانية بالدواخل وسلطنة عمان بالعالم الخارجي.