تهدف الدراسة إلى تحليل واقع الضفة الغربية ضمن علاقتها الاستعمارية بدولة الاحتلال بعد توقيع اتفاقية أوسلو وإنشاء السلطة الوطنية الفلسطينية في عام 1994. وتُبيّن أن الحكم أخذ نمطًا مركّبًا من الحكم غير المباشر والحكم المباشر. وتركز على ثلاثة مستويات من حيث كيفية إدارة المستعمِر المستعمَر: المستوى البنيوي من خلال إنشاء بنية هرمية وتحديد مستوياتها، والمستوى العلائقي من خلال بناء هرم إداري علائقي معقد ذي طبيعة عنصرية تعمل السلطة في أدناه، ومستوى آليات المناورة الذي يركز على التكتيكات المستخدمة للتلاعب بالنظام القائم والهيمنة عليه. وتهدف المناورة، استعماريًّا، إلى هزيمة المستعمِر من خلال إحداث خلل واضطراب في واقعه المعيش، وهي تعبير عن الحكم المباشر. وتُحاجّ الدراسة بأن هذا الشكل المركّب أدّى إلى سيطرة استعمارية عميقة ومتجذّرة في الضفة الغربية.