أثار وصول القوى الإسلاميّة إلى السلطة في تونس وغيرها من البلدان العربيّة، التي شهدت انتفاضات شعبية في العام 2011، إشكالية ثقافية تتصل بالسلوك الاجتماعي ومسألة الهوية وعلاقة الفرد بالجماعة. هذه الإشكالية تحتاج إلى قراءة تتجاوز الواقع الراهن، في اعتبار المسألة تشتمل على مجموعة عناصر غير واقعية، وهي في أصولها الثقافية تنتمي إلى عوالم تجتمع في أطرها الداخلية خيالات أسطورية وخرافية تسقط الماضي على الحاضر من خلال استعادة صور وهمية عن زمن غاب عن المشهد الماثل أمامنا في حضوره اليومي والمعيشي. هذا العالم المتخيّل لا بدّي من قراءة جوانبه المتخفيّة في حكايات رمزية تتلبس رمزية تتلبس شخصيات وهمية تقود الجماعة نحو هوية تتماهى سلبًا مع الواقع المغاير لقناعاتها.