ما هي الأواصر التي تجمع بين الديموغرافيا والديمقراطية؟ المؤرخ البريطاني لورنس ستون أكد في مقال صدر له في العام 1969 وجود علاقة سببية بين التعليم والثورة. فالاضطرابات السياسية برأيه تبدأ حين تبلغ نسبة المتعلمين من الذكور 50 في المئة من السكان. فهل الخلاصة التي توصّل إليها ستون قبل أكثر من أربعة عقود يمكن سحبها على الانتفاضات العربية التي هبّت على المنطقة في مطلع العام 2011؟ هناك الكثير من العناصر المتشابهة التي حصلت في العالم في ستينيات القرن الماضي وما يحصل في العالم العربي في العقد الثاني من القرن الجاري، وتحديدًا في مجالي ارتفاع نسبة التعليم وظاهرة الطفرة الشبابية. فهذه العوامل الديموغرافية – التربوية ساهمت في دفع العلاقات الاجتماعية إلى نوع من اللااستقرار السياسي الناتج أصلًا من اللاتوازن الديموغرافي – الاقتصادي.