تفحص هذه الورقة طبيعة الصهيونية وممارساتها الكولونيالية، بهدف تفنيد الأسطورة والسرد الصهيونيّين اللذين يدّعيان أن للصهيونية وتجسيدها في مشروع الاستيطان الكولونيالي في فلسطين بدءًا من أواخر القرن التاسع عشر، طابعًا خاصًّا يميزّها، مقارنة بما يسمّى "الكولونيالية الأوروبية- الغربية". يتصدّى زريق لهذه السردية من خلال إثبات أربع خصائص مميزة للحركات الاستيطانية، وتتضمن: السيطرة على الارض وعزل السكان الأصليين في مناطق جغرافية محدودة؛ استخدام نظام مراقبة للتعقّب والتنصّت على الحياة الفردية والجمْعية للفئة المستعمرة؛ السيطرة على نمط الحياة من خلال التركيز على التوازن الديمغرافي للمجتمع؛ اعتماد حجة "أمن الدولة" ومنطقه، لتبرير استخدام العنف والقوة كأدوات للاستبداد بالمواطنين الأصليّين. ويشير زريق إلى القدرة الإسرائيلية، من خلال اللجوء إلى اللغة والحجة، لاستخدام القوة والعنف أدوات لحماية "أمن الدولة"، مسلطًا الضوء على حملة الاستيطان الصهيوني التي تجاوزت حدود العنف الذي يمارس في دول استيطانية أخرى كأفريقيا الجنوبية خلال عهد التمييز العنصري. ويعتبر أن الصهيونية لا تمارس التمييز والعنصرية بشكل علني فحسب، بل تموّه سياساتها باللجوء إلى القانون الذي يستعين بلغة "المساواة" و"التطبيق العام للقانون"وفق المنطق الليبرالي، وبما يتلاءم وادعاءاتها الليبرالية، في الوقت الذي تستمر في اضطهاد سكان فلسطين الأصليين.