إن التحولات في مسارات الحراك الشعبي وانتقاله من سلمية ظاهرة إلى جنوح نحو العنف بمزيد من الاضطراد، والتي تطاول العالم العربي، وسوريا على الخصوص، توقذ وتغذي قراءات استشراقية مستمرة. وهي قراءات تجد صعوبة بالغة في اعتبار أن العالم العربي يمكن ان يعرف ثورات حقيقية كتلك التي عرفها الغرب. وغالبا ما يلجأ كثير من الاختصاصيين المتأثرين بالاستشراق إلى قراءة تعتمد اساسا على رؤية للطوائف بعزلها عن سياقها التاريخي الاجتماعي. وبذلك تكون الطائفة مدخلا لقراءة النزاع السياسي او لفهم الأزمات الاجتماعية. تحاول هذه الورقة نقد وتفكيك لجانب من هذه القراءات الاستشراقية، وبخاصة بالنسبة للواقع السوري، وتناقش الخطاب الإيديولوجي حول الثورة وتتناول مقولة أن الثورة لم تحدث. وتقارب الورقة الثورة من وجهة نظر سوسيولوجية تعمل على استظهار الجوانب الثورية التي تحاول الدراسات الاستشراقية طمسها.