هناك أبواب عدة للإجابة عن الاسئلة الشائكة التي لا تزال تُطرح منذ قرن ونيف في العالم العربي المعاصر" لماذا تقدم الغرب ولم يتقدم العرب؟ لماذا نؤمن بالتكنولوجيا ولا نؤمن بالعلم الحديث؟ لماذا تمانع المجتمعات العربية التغيير البنيوي في السياسة كما في الاقتصاد والثقافة والاجتماع؟ من هذه الأبواب سوف أختار الهابيتوس باعتباره مفهوماً عملانياً لمحاولة تقديم فهم جديد، سوسيو-معرفي، للموضوع، علماً أن هذا المفهوم الذي صاغه تدريجياً الفرنسي بيار بورديو هو في الوقت عينه بمنزلة نظرية، لشدة تماسكه وكثافة محموله المنهجي، تماماً كما هو مفهوم العصبية عند ابن خلدون الذي يجري العمل معه باعتباره نظرية أيضاً.