يعرف كل من يتابع السياسة في الشرق الأوسط اليوم أن القبائل والعصبية القبلية لا تزال تؤدي دورًا مهمًا في كثير من البلدان. قبل نصف قرن من الآن، لم يكن أحد يتوقع هذا الأمر، ولكن، هل قبائل اليوم هي المجموعات نفسها التي كانتها آنئذ؟ ألم تتغير القبائل أيضًا بفعل التغيرات الثورية في تكنولوجيا الاتصالات والصناعات العسكرية، وفي طبيعة الاقتصاد والسياسة والمجتمع في العالم منذ منتصف عشرينيات القرن العشرين؟ يستعرض هذا المقال هذه التغييرات، وكيف كان مسمّى «قبيلة » يُطلَق باستمرار على أنواع مختلفة كثيرًا من فئات اجتماعية تعيش في دول مختلفة تمامًا. ودراسة التاريخ المتناقض لقبائل في أفغانستان وإيران تُظهر أن القبلية تحافظ، في ظروف النزاع وانعدام الأمن، على «قيم بقاء » مهمة لمصلحة الناس، أمّا حيث تكون الدولة قوية، فإن القبائل، إن بقيت على قيد الحياة، تقوم بدور جذب سياحي في الغالب.