يتناول هذا البحث بالدرس تاريخ التحديث والتخطيط العمراني في الجزائر. ويتابع البحث بالوصف والتحليل تجربة التصادم المعماري التاريخي الذي حدث في الجزائر، أولًا في سياق استعماري استيطاني مارست خلاله فرنسا الهيمنة على المجتمع والفضاء والفن والتعمير، ثم في سياق الاستقلال حيث وجّه الإرث الثقافي الاستعماري التصورات والمرجعيات. وقد ترتب على ذلك تفكيك للنموذج المعماري الأصيل في الجزائر الذي تمثّله المدينة "القديمة" بتقسيماتها الوظيفية والفنية والاجتماعية الراسخة في الزمن، وتقسيمات سياسية - اجتماعية جديدة تستجيب لحاجات المستعمر أكثر منها لحاجات السكان الأصليين، إلى جانب تشوهات فنية وقيمية في النسيج المعماري العام. لكن البحث بيّن أيضًا أن العقود الأخيرة شهدت محاولات في التخطيط العمراني تحاول تجاوز هذا الإرث التاريخي، وهي بذلك تعيد إلى واجهة النقاش أزمة التحديث والتخطيط العمراني الذي تعيشها المدينة العربية بشكل عام.