اعتمادًا على بحث ميداني في «حي العقاربة»، أحد أحياء مدينة صفاقس، تحاول هذه الدراسة تقديم فهم سوسيولوجي لمعيش الشباب في الأحياء الشعبية، وذلك عبر تمشٍّ منهجي كيفي ومقاربة نظرية تندرج ضمن سوسيولوجيا براغماتية، لا تولي الاهتمام للصيرورات البنيوية بقدر ما تعطي مساحة للفاعلين بوصفهم ذوات منتجة للمعنى. كما تحاول الدراسة إبراز تجربة التهميش والإقصاء الاجتماعي في حي العقاربة، ليس بوصفها حتمية وقدرية ومعطى يتم خارج ذاتية الفاعلين وبعيدًا عن سيطرتهم، بل بوصفها تجربة اجتماعية وإحساسًا ذاتيًا يطور إزاءها الفاعلون مقاومة تتخذ في الغالب استراتيجيات مختلفة يعمل من خلالها شباب هذه الأحياء على ضمان «الاستمرار في العيش » والدخول إلى مجتمع الاستهلاك الحضري.