السوسيولوجيا الكولونيالية أمام ظاهرة الهجرة القروية في المغرب

يعتقد كثير من الباحثين أن السوسيولوجيا أدت دورًا كبيرًا في تسهيل استعمار المغرب؛ ذلك أن المستعمر الفرنسي الذي استفاد من تجربته الاستعمارية في الجزائر سعى إلى بسط سيطرته على القبائل والمدن المغربية من خلال بث "علمائه" فيها أولًا، ليعملوا على فهم آليات اشتغال المؤسسات التقليدية، وذلك بغاية تطويعها لتتحول إلى مؤسسات في خدمة سلطات الحماية. وبعد انتقال الثقل الاجتماعي والسياسي تدريجيًا من البادية (القبيلة) إلى المدينة بفعل الهجرة من البوادي إلى المدن، شرع روبير مونتاني، أحد رواد السوسيولوجيا الكولونيالية في المغرب، بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية مباشرة، في إنجاز أول دراسة سوسيولوجية عن ظاهرة الهجرة القروية، كان الهدف منها في الأساس محاولة فهم الطبقة الاجتماعية الجديدة التي أنتجها التصنيع والتحديث الاستعماريان (البروليتاريا)، وذلك لهدف أيديولوجي واضح هو: البحث عن كيفية تحويل هذه القوة الاجتماعية الجديدة إلى حليف للمستعمر في مواجهة التطلعات التحررية التي بدأت تظهر في الأوساط الحضرية الجديدة وفي الأوساط المدينية التقليدية على حد سواء.​

حمّل المادة حمّل العدد كاملا الإشتراك لمدة سنة

ملخص

زيادة حجم الخط

يعتقد كثير من الباحثين أن السوسيولوجيا أدت دورًا كبيرًا في تسهيل استعمار المغرب؛ ذلك أن المستعمر الفرنسي الذي استفاد من تجربته الاستعمارية في الجزائر سعى إلى بسط سيطرته على القبائل والمدن المغربية من خلال بث "علمائه" فيها أولًا، ليعملوا على فهم آليات اشتغال المؤسسات التقليدية، وذلك بغاية تطويعها لتتحول إلى مؤسسات في خدمة سلطات الحماية. وبعد انتقال الثقل الاجتماعي والسياسي تدريجيًا من البادية (القبيلة) إلى المدينة بفعل الهجرة من البوادي إلى المدن، شرع روبير مونتاني، أحد رواد السوسيولوجيا الكولونيالية في المغرب، بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية مباشرة، في إنجاز أول دراسة سوسيولوجية عن ظاهرة الهجرة القروية، كان الهدف منها في الأساس محاولة فهم الطبقة الاجتماعية الجديدة التي أنتجها التصنيع والتحديث الاستعماريان (البروليتاريا)، وذلك لهدف أيديولوجي واضح هو: البحث عن كيفية تحويل هذه القوة الاجتماعية الجديدة إلى حليف للمستعمر في مواجهة التطلعات التحررية التي بدأت تظهر في الأوساط الحضرية الجديدة وفي الأوساط المدينية التقليدية على حد سواء.​

المراجع