شكّلت العلاقات المتوترة والمزدوجة بين الدولة والعشائر منذ منتصف القرن التاسع عشر، جزءًا مهمًّا من تاريخ العراق الاجتماعي– السياسي الحديث. وفرضيتنا هي أن تلك العلاقات تواصلت من خلال عمليتي التصادم والتخادم وجدل التحديث والتقليد؛ فما كانت الدولة تتقدم في دمج جماعات ذات ثقافات فرعية كي تحقق المجتمع السياسي الموحد، حتى تدخل في نفق حرب أو نزاع. ولقد ساعدت المؤسسات التحديثية، كالتعليم والجيش، إلى جانب تعسف الشيوخ وفقر الريف، في تحلل واضح لبنية العشيرة، إلا أن ذلك لم يمح كليًا نمط التفكير العشائري، بل إن الثقافة العشائرية تغلغلت في النسيج الحضري فتعددت أقنعتها، ونجحت في تزويق شعاراتها من خلال الحزب والطائفة.