هل تعود الهامشية إلى النتائج الجانبية «غير المقصودة» للعمليات التنموية؟ أو هل يوجد إنتاج سياسي – اجتماعي – ثقافي للظاهرة متأصل في بعض هذه السياسات ذاتها؟ يحاول هذا البحث الإجابة عن ذلك من خلال دراسة منطقة حدودية تونسية تقع في الوسط الغربي للبلاد. يعتمد هذا البحث إحصاءات رسمية ومعطيات بحث ميداني أجري موخرًا. وقد بينت النتائج أنّ تعلّق الشباب بالمدرسة يتأثر كثيرًا برغبة الآباء وسعيهم لنجاح أبنائهم، لكنه يتأثر أيضًا بتدحرج دور التربية في تحقيق حراك اجتماعي صاعد مثلما كان في السابق. ويؤدي الانقطاع المدرسي لدى غالبية الشباب إلى العزلة الاجتماعية وانعدام النشاط الاقتصادي، أو إلى الانخراط في الاقتصاد غير – الرسمي الذي هو سياسة في حد ذاته تنتج الهشاشة المعيشية واللايقين.