يلاحظ شبه إجماع بين كثير من الباحثين على وجود محرك رئيس للفعل الاحتجاجي، هو الإحساس بالحرمان النسبي بوصفه حافزًا رئيسًا للتعبير العلني على الظلم و"الحُكْرَة" النقيض الأمثل، مغربيًا، لمفهوم "الكرامة" و"الاحترام" و"المساواة". والحاصل أن الاعتماد الكلي على نظرية واحدة في تفسير هذا الفعل، يحجب عنا فهم تحولات هذه الممارسة الجماعية في الشكل والمضمون والمجال. كما تتضح ضرورة التركيز على الأهداف التي يحددها المحتجون كفاعلين عقلانيين يتصرفون انطلاقًا من حاجات دقيقة، وعلى الموارد التي يوظّفونها لتحقيق مسعاهم، من دون إغفال السياق الاجتماعي والسياسي والثقافي والتاريخي الذي سيفرز هذه الفاعلية المتلائمة مع الفرص والإمكانات المتاحة ومدى قدرتها على تفسير مجريات الحوادث وإضفاء معاني عليها.