تُسلّّط الدراسة الضوء على مفهوم المراقبة الرقمية في علاقته بمفهومَي الحرية الرقمية والحق في الخصوصية. وتكشف عن أبعاد جديدة للمراقبة الرقمية، وذلك عند تحوُّلها إلى فعلٍ مرغوبٍ، أو صدّق عليه مستخدمو وسائط التواصل الاجتماعي في إطار بحثهم عن الاعتراف. تعتمد الدراسة لأجل ذلك مقاربة أنثروبولوجية، تقوم على دراسة تحليلية - تأويلية لسِيَر الحياة الرقمية لعيّنة من مستخدمي وسائط التواصل الاجتماعي المغاربة. وتنتهي إلى تأكيد نتيجة، مفادها أنه كلما ازدادت أنشطة الفرد الرقمية، تقلصت مساحة خصوصيته، وتَغيَر تمثله للحرية الرقمية من جراء القيود الإيتيقية المرتبطة باستخدام الفضاءات الرقمية. وتفضي السيرورة المستمرة لرقمنة الفضاءات العمومية والخاصة إلى استدماج الأفراد لفكرة المراقبة الرقمية، وتحوُّلها إلى آلية لممارسة الرقابة الذاتية.