في إطار دراسة أهم العوامل التي أدت إلى التمايز القبطي في مصر، ينطلق البحث من تبيان التفرقة بين الأقباط كجماعة دينيّة تمثّلها الكنيسة الأرثوذكسيّة دينيًّا، والأقباط كفئة اجتماعيّة تنتشر في النسيج الوطنيّ المصريّ لا يحول بينها وبين التمتع بكامل حقوقها السياسيّة والاجتماعيّة والاقتصاديّة أيّ عوائق، وعلى اعتبار أن المصريّين الأقباط -على اختلاف انتماءاتهم الاجتماعيّة والسياسيّة والمذهبيّة- لا يمكن اعتبارهم كتلةً اجتماعيّة أو سياسيّة واحدة مندمجة. وتحاول الورقة الإجابة عن هذا التساؤل من خلال دراسة عدد من المحددات التي ساعدت على تكريس "الهويّة القبطيّة" وتعميق شعور الأقباط بالاختلاف وفي مقدمتها سياسات الدولة. كما تعالج عوامل شعور الأقباط أنفسهم بالاختلاف القبطيّ. وتخلص إلى أنّ العوامل التي أدّت إلى تنامي الخصوصيّة القبطيّة في مواجهة استبعاد الدولة تحت وطأة النظام السابق –على الرغم من أنّ هذا الاستبعاد لم ينبن على أسس دينيّة- هي عوامل متعددة، وأدت إلى لجوء الأقباط إلى تفسير هذا الاستبعاد على أسس دينية.