عرفت الهجرات المغاربية قفزة عددية في مطلع العقد الأول من القرن الجاري، بعد موجات عرفتها البلدان المغربية في نهاية خمسينيات وبداية ستينيات القرن الماضي. فالهجرات التي تمرحلت على ثلاث محطات توسّعت عن مجالها التاريخي لتشمل أقاليم جغرافية وبلدان بعيدة وقريبة، ما ساهم في ترتيب تحوّلات بنيوية في إطار طبيعة محددات علاقة المهاجر مع بلده ودوره في المشاركة بتنمية المناطق متجاوزًا في ذلك مسألة التحويلات المالية. هذا التطور يحرّض على طرح أسئلة بشأن أبرز تحوّلات الهجرة المغاربية في العقود الخمسة الأخيرة، وطبيعة المحددات التي تتحكّم في تفعيلها، ومدى تأثرها البنيوي والذاتي بتحول اقتصادات دول المغرب العربي والدول المستقبلة للمهاجرين من خلال تفعيل قدراتها التضامنية التقليدية التي تسمح بالتواصل المستمر مع مجتمعاتها الأصلية مهما تعددت الأجيال.