الهوية الشيعية في صيرورة سياسية: تطور مجال القوة وإعادة إنتاج الهوية الشيعية في السعودية

​يسعى هذا البحث من خلال الدراسة التاريخية الاجتماعية للحالة الشيعية في السعودية إلى تقديم قراءة "علائقية" (Relational) للهوية في مقابل النزعتين الثقافية والبنيوية؛ وهي قراءة تفضي إلى تعاط أكثر تركيبًا للظاهرة. ويتبيّن من خلال التحليل التاريخي كيف أن الهوية الشيعية تكتسب حضورها عبر تشييد "مجال قوى" مستقل نسبيًا يجسد شبكة علاقات تمنح الطائفة وجودها كفضاء للفعل السياسي منفصل عن المحيط، يتنافس فيه الفاعلون لتمثيله وشغل مواقع النفوذ فيه. هذا المجال ينشأ ويتغير عبر صيرورة تاريخية من التفاعل بين الفاعلين داخله وبينهم وبين المؤثرات خارجه (الدولة بشكل أساسي). ويركز البحث على منطقة القطيف، وتظهر تراتبية وعلاقات قوة على مستوى الطائفة تنزع إلى الحفاظ على حدودها عبر فعل التنافس ذاته. يقدَّم الكاتب عمله كمساهمة نحو بردايم علائقي لفهم الهوية الطائفية بتناولها كصيرورة ديناميكية من العلاقات لا كوحدات ناجزة في التحليل. إنها تلفت الانتباه إلى أن الهوية الطائفية لا تنفك عن بنية تحتية من علاقات قوة داخل الطائفة، وأن الظاهرة الطائفية قد تكون في جذورها سابقة لإنتاج الخطاب طائفي؛ الخطاب الذي إذا تعاملنا معه علائقيًا سيتبين ارتباطه بعلاقات القوة. مثل هذا التصور يقدم بُعدًا جديدًا لفهمنا للهوية، وبالتالي يعيد ترتيب الأجندة البحثية في موضوع الطائفية. كما أنه يساهم في إعادة التفكير في الحلول لمواجهة تأزمات الهوية. فيقترح الكاتب أن العنصر الأقوى في تغيير الواقع الطائفي هو تكوين شبكات علاقات بديلة عبر مؤسسات مجتمع مدني تخلق مجالات قوة خارج مجال الطائفة.

حمّل المادة حمّل العدد كاملا الإشتراك لمدة سنة

ملخص

زيادة حجم الخط

​يسعى هذا البحث من خلال الدراسة التاريخية الاجتماعية للحالة الشيعية في السعودية إلى تقديم قراءة "علائقية" (Relational) للهوية في مقابل النزعتين الثقافية والبنيوية؛ وهي قراءة تفضي إلى تعاط أكثر تركيبًا للظاهرة. ويتبيّن من خلال التحليل التاريخي كيف أن الهوية الشيعية تكتسب حضورها عبر تشييد "مجال قوى" مستقل نسبيًا يجسد شبكة علاقات تمنح الطائفة وجودها كفضاء للفعل السياسي منفصل عن المحيط، يتنافس فيه الفاعلون لتمثيله وشغل مواقع النفوذ فيه. هذا المجال ينشأ ويتغير عبر صيرورة تاريخية من التفاعل بين الفاعلين داخله وبينهم وبين المؤثرات خارجه (الدولة بشكل أساسي). ويركز البحث على منطقة القطيف، وتظهر تراتبية وعلاقات قوة على مستوى الطائفة تنزع إلى الحفاظ على حدودها عبر فعل التنافس ذاته. يقدَّم الكاتب عمله كمساهمة نحو بردايم علائقي لفهم الهوية الطائفية بتناولها كصيرورة ديناميكية من العلاقات لا كوحدات ناجزة في التحليل. إنها تلفت الانتباه إلى أن الهوية الطائفية لا تنفك عن بنية تحتية من علاقات قوة داخل الطائفة، وأن الظاهرة الطائفية قد تكون في جذورها سابقة لإنتاج الخطاب طائفي؛ الخطاب الذي إذا تعاملنا معه علائقيًا سيتبين ارتباطه بعلاقات القوة. مثل هذا التصور يقدم بُعدًا جديدًا لفهمنا للهوية، وبالتالي يعيد ترتيب الأجندة البحثية في موضوع الطائفية. كما أنه يساهم في إعادة التفكير في الحلول لمواجهة تأزمات الهوية. فيقترح الكاتب أن العنصر الأقوى في تغيير الواقع الطائفي هو تكوين شبكات علاقات بديلة عبر مؤسسات مجتمع مدني تخلق مجالات قوة خارج مجال الطائفة.

المراجع