على مدى القرن المنصرم، خضعت الأسئلة الجوهرية والمفاهيمية المتعلقة بالقبائل وبالقبلية في الشرق الأوسط المعاصر لتغييرات كبيرة ومتعددة الأوجه؛ فالقبائل اعتُبرت أحيانًا كيانات سياسية فعلية، لكنها غُيبت في أحيان أخرى عن الخطابات الوطنية والأكاديمية. ومع ذلك، ظلت القبيلة والقبلية، على المستوى الريفي والمحلي، صرحًا اجتماعيًا ومصدرًا مهمًا للهوية الاجتماعية والسياسية. وفي الخطاب الأكاديمي العالمي، جرى كذلك تجاهل وجود القبائل في النسيج السياسي للدولة، لكن هذه القبائل ظهرت في بعض الأحيان شريكًا مهمًّا في هياكل الحكم القوية في أثناء الحقبة الاستعمارية والحقبة الاستعمارية الجديدة. تهدف هذه الدراسة إلى تقصي هذه التغيرات وتحديد مرونة صوغ المفاهيم المحلية والوطنية والدولية، والمواقف والممارسات تجاه القبائل مفاهيمَ وواقعًا ملموسًا.