تحاول هذه الورقة شق طريق نحو بناء خطاب أنثروبولوجي ذي معنى دقيق ومستقل في آن واحد، وملائم لدراسة القبيلة والقبلية في المغرب والمشرق العربيين. وتنطلق في هذا البحث من العلاقة الجدلية بين "المعطى والمبني" معرفيًا، لتتناول من خلالها مفهوم القبيلة وتطبيقاته على مجتمعات منطقتنا. وباختصار شديد، تعرض أهم أفكار الحقبة الكولونيالية وما بعدها بغاية الذهاب بها إلى أقصى مداها، حيث تتكشف حدودها الإبستيمولوجية. وبعد كشف أزمتها، تُخضع خطابها لعملية مواجهة بينه وبين المعرفة الأمازيغية-العربية حول ظاهرة القبيلة. وسيلاحَظ إذ ذاك أن هذه المعرفة تضيء الظاهرة المدروسة بطريقة أكثر فعالية، اعتمادًا على جهد مفاهيمي ينغرس في "المعرفة الداخلية" ليصل إلى "المعرفة الخارجية". وتبطبق هذا التمشي على مثال مفهوم العصبية، انطلاقًا من اللغة العربية، ليجري الانتقال به، من طريق المقارنة، من الحالات المختلفة إلى مستوى التعميم، ومن ثم إلى مستوى الابتكار المفاهيمي.