على الرغم من الكم المعرفي المهم الذي جرت مراكمته حول بنية مجتمع البيضان، والخصائص التي تسمه في المجالات الاجتماعية كافة، فإن معرفتنا لفئة "لِمعلمين" لا تزال على قدر متواضع جدًّا. ولهذا، سعت هذه الدراسة إلى مناقشة بعض القضايا الإشكالية المرتبطة بأصول حرفيي البيضان الذين شكلوا على مر العصور أحد مكونات المجتمع القبلي الصحراوي، وارتبطوا بأعضائه ومؤسساته بعلاقات معقدة، كما تثير الإشكاليات التي تطرحها التصنيفات التي خضعوا لها. وقد خلصت الدراسة إلى أن "لِمعلمين" بقدر ما يشكلون طبقة شبه مغلقة، فإن علاقتهم بالمجتمع القبلي البدوي الصحراوي حددت أصولهم الاجتماعية، حيث المكانة الاجتماعية والتدرج على سلّم الهرم الاجتماعي يتجاوزان أحيانًا عوائق النسب والمهنة.