هل في الإمكان الحديث عن "الفرد" في السياق المغاربي عمومًا، والتونسي خصوصًا؟ تبيّن الدراسة إمكانيات ذلك، شرط الوقوف على مسافة نقدية من تعريفات منغلقة على أُطرها لا ترى إمكانيات لبروز الفرد خارج قائمة من الاشتراطات التاريخية والسياسية والاقتصادية التي تنزع إلى الماهوية، وتنهل من مركزية ثقافية معيّنة. وتناقش الدراسة "بروز الفرد" بوصفه ظاهرةً اجتماعية ورهانًا سوسيولوجيًا يستدعي مراجعة الأدوات النظرية والمنهجية الكلاسيكية التي طالما قدّمت الفرد مقابلًا لفكرة المجتمع، وخارجًا عن دائرة الاهتمام السوسيولوجي. كما يتطلب تدقيقًا في مصطلحات تشهد خلطًا واسعًا في ما بينها؛ على غرار الفردنة، والفردانية، والتفرّد. وانطلاقًا من دراسات ميدانية كيفية، تقدّم الدراسة أمثلة عن سيرورة التفرّد المخصوصة التي يشهدها المجتمع التونسي، في ارتباطٍ بسيرورة التحديث وبناء الفرد – المواطن، وسجالات الهوية، والصراعات حول نموذج مجتمعي ما بعد ثورة 14 جانفي 2011.